الثقافة هي السمة المميزة بين البشر، وفي الوقت نفسه الوجه المشترك للإنسانية. يمكن أن تكون الاختلافات العرقية والإثنية والجغرافية والسياسية واللغوية عاملاً للتعارف بين الأمم. تتفاعل المجتمعات والأم من خلال القواسم الثقافية والإنسانية المشتركة مع غيرها من الأمم وتقيم حواراً، والعلم أيضاً هو اللغة المشتركة بين البشر ومعيار الثقافة. العلم مدينة فاضلة بحجم العالم تزيل كل الحدود السياسية والجغرافية وتتجاهل الفوارق الطبقية والعنصرية والدينية واللغوية. سيادة العلم هي سيادة عالمية ورمز للحرية الحقيقية والديمقراطية المتحققة في العالم، والجامعة هي حاملة لواء العلم. نحن نؤمن بأن العلم هو تراث كل البشرية عبر العصور المختلفة، وأن الجامعات أيضاً ملك لجميع شعوب العالم.
وجود الطلاب الدوليين في جامعة فردوسي مشهد هو ذو قيمة كبيرة بالنسبة لنا، ورضاهم وسعادتهم وأمنهم هو أمنيتنا. نحن نؤمن بأن الطلاب الدوليين في جامعة فردوسي مشهد هم ممثلون لبلدانهم هنا، وبعد عودتهم إلى أوطانهم سينقلون رسالة الصداقة والأخوة والمساواة من شعب إيران والثقافة الإيرانية الأصيلة لشعوب بلدانهم، وسيكونون ممثلين لجامعة فردوسي في بلدانهم.
أجد من الضروري أن أذكر أن قارة آسيا الكبرى وهذا الجزء منها الذي يُطلق عليه اسم دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، قد لعب دوراً فريداً في تاريخ وثقافة البشرية. كانت خراسان الكبرى، التي تتوزع أجزاؤها الآن في دول الجوار المختلفة، ملتقى طرق التبادلات الاقتصادية والثقافية والعلمية. ربما يكون الآن الوقت المناسب لإحياء تلك العلاقات العميقة والواسعة وإحياء الدور العلمي والتاريخي لهذه المنطقة على الساحة الدولية. في هذه المنطقة من العالم توجد غالباً الموارد الأساسية وبُنَى التنمية التحتية، بينما تُعتبر الآن من بين مناطق العالم الأقل تنمية. إذا وضعنا ثقتنا في أبناء هذه المنطقة البررة الذين هم الآن طلاب وعلماء شباب، وخلقنا صداقة ومودة بينهم، يمكنهم ضمان تنمية وازدهار المنطقة في المستقبل.
عسى أن يأتي اليوم الذي يتحقق فيه السلام والعدالة والتنمية والتقدم في جميع أنحاء العالم.
دکتور عبدالرضا جوان جعفری بجنوردی